بيداغوجية الأهداف أو التدريس بواسطة الأهداف:
إن "التدريس بواسطة الأهداف"، يقودنا نظريا إلى التعليم النسقي L'enseignement systématique الذي يعتمد على نظرية الأنساق، وهي نظرية، ترفض كل شيء ينتمي إلى الصدفة، لتهتم بالتنظيم المنهجي والعقلاني للتعليم. وقد برز هذا التيار منذ الخمسينات، بتوجيهه نحو عقلنة الفعل التعليمي، عن طريق التخطيط والهيكلة والتنفيذ والتقويم، وربط نتائجه بمفهوم المردودية والإنتاجية، حسب النموذج التعليمي بواسطة الأهداف. هذا الاتجاه التربوي الجديد، يمتاز عن غيره من النماذج، بميزة أساسية، وهي أنه، يقدم للمدرسين نظاما متكاملا في التدريس، كما يقدم نسقا قابلا للتطبيق، منسجما في جميع جزئياته ومكوناته.
أ. مكونات نسق التعليم والتعلم بواسطة الأهداف، في إطار المنهاج الدراسي:
إن نموذج التعليم بواسطة الأهداف، يشمل في الغالب، خمس (5) مكونات أو عناصر التي تمكن المؤطر والمدرس، من تخطيط وتنظيم درسه، وهي:
1. الأهداف، 2. المحتوى، 3. الطرائق، 4. الوسائل، 5. التقويم.
هذه العناصر وهذه المكونات، تشكل الخطوات التي سيقطعها المدرس، حين يهيئ أو ينجز درسه بواسطة الأهداف.
وهكذا، يمكن أن نضع للمدرسين خطوات إجرائية، ينبغي أن يقطعوها عند ممارستهم للتعليم بواسطة الأهداف، وهي:
1. أحدد الأهداف بالشكل التالي: أحدد الأهداف العامة من الدرس، على شكل قدرات ومهارات ومواقف، سوف يكتسبها التلاميذ (معرفة، فهم، تطبيق...) ثم أحول هذه الأهداف العامة إلى أهداف خاصة توحي بمحتويات معينة محددة، ثم أصيغ أهدافا إجرائية، تبين الأفعال و السلوكات التي سيقوم بها المتعلم، لكي يبرهن على بلوغ النتائج المرجوة.
2. أنتقي المحتويات الملائمة للأهداف التي حددتها، وأنظمها وفق نسق مترابط.
3. أختار الطريقة الملائمة التي تبين لي ماذا سأفعل وسيفعل المتعلمون، وكيف سأقدم المحتوى.
4. أختار الوسائل التي ستساعدني على تحقيق الأهداف، وأحدد نوعها وكيفية توظيفها، ومن سيستعملها؟
5. أضع خطة للتقويم، تتضمن الهدف منه والأدوات التي سأستعمل والشروط التي سينجز فيها والمعايير التي ستمكنني من قياس ما يلي:
1. 5. مدى تحكم المتعلمين في المكتسبات السابقة (في أول الدرس).
2. 5. مدى ضبط وتكييف المحتويات والطرق والوسائل (أثناء الدرس).
3. 5. تمحيص النتائج المتوصل إليها (آخر الدرس).
4. 5. مدى ملائمة الأهداف المحددة (أثناء وآخر الدرس).